بقلم: الحر
في زمن الأحرار الذين لا ترهبهم سياط الجلاد، ولا قسوة المعتقل، ولا سقوط قيم وأخلاق شانئيهم، لايمكنالمراهنة على انهيارهم وتراجعهم، لأنّ لسان حالهم يردد:
ضع في يديّ القيد..
ألهِب أضلعي بالسّوط، ضع عُنقي على السّكين..
لن تستطيع حصار فكريَ ساعةً أو نزع إيماني ونور يقيني ..
فالنّور في قلبي، وقلبي في يدي ربي وربي حافظي ومُعيني..
سأظلّ معتصماً بحبل عقيدتي، وأموت مُبتسماً ليحيا ديني..
إنّ أكثر ما يُشغل الفكر ويحيّر العقل في قضيّة معتقلي الإمارات، هو الإجابة عن السؤال التالي: من هم الأعداء؟!
هل هذا الجيل الرباني الذي نشأ على محبة الله ورسوله، والذي يفدي روحه بثرى الإمارات وقادتها، والذي كان كالصيب النّافع حيثما حلّ نفع، هل هؤلاء هم أعداء الإمارات كما يحاول بعض الصّغار تشويه سمعتهم، وتلبيسهم أسوأ الأفعال، أم أنّ أعداؤها هم من يكيدون لأبناء الإمارات الأوفياء، ويزجّون بهم في غياهب السجون، ليطعنوا الأخلاق التي بناها زايد الخير في الظهر؟!
هل من يسعى للإصلاح هم أعداء الوطن؟ أم المحتل الإيراني الذي احتل جزرنا ومازلنا نتعاطى معه كجاروصديق؟!
هل تلك الثلة التي قدمت الغالي والنفيس ورفعت اسم الوطن في كافّة المحافل هم الأعداء؟ أم من يسعى لنشر الفساد والإنحلال الأخلاقي في بلادنا، وتشويه صورة من ارتضوا أن يكونوا عبيداً لله وحده، لا عبيداً لمصالحهم يلهثون خلفها حيثما حلّت؟!
ذلك اللبس وذلك الخلل، وجدناه يتلبّس بعض الأصوات الرسمية التي أعماها غيّها وحقدها على دعوة الإصلاح، لتوزّع الإتهامات يمنة ويسرة، فهاهو يضرب بالعلاقات المصرية الإماراتية، والكويتية الإماراتية، والسعودية الإماراتية عرض الحائط، ولو بحثت عن التفاصيل، لوجدت الحقد والغلّ الذي أعمى بصر البعض وبصيرته، حتى أصبح يهلوس، يظنّ مركز العالم ومصائبه هو دعوة الإصلاح؟!
أولئك ليس عليهم حرج، فلسان المرء يرشدك لمستوى تفكيره، لكن الحرج والعتب على من صمت عنه، حيث لم يبق أحد من دول الخليج لم يشتم الإمارات بسببه، فهو يواصل تهييج الناس ضد الدولة، بل وبدأ يتجرأ علىالعوائل الكويتية، ولا نعلم إلى أين سيوصلنا ذلك السفه والحقد والجهل؟!
أعداء الإمارات هم أولئك الذين جلبوا أعداء الأمّة وقرّبوهم ليكونوا بطانة السوء، التي تقتل كل شيء جميل في هذا الوطن، حيث زيّنت الظلم والقهر والإستبداد لنا، في الوقت الذي بدأ العالم يلفظ فيه أصنام القهروالإستبداد التي أفسدت البلاد والعباد، وأعادت أمتناالقهقري، بل وجعلتنا مركباً لكل هابط ومحملاً لكل ساقط؟!
أولئك هم أعداء الوطن الذين يجب أن يفضحوا ويحاربوا، لا رموزاً ورجالاً صدقوا الله محبتهم لهذهالأرض، وترجموها بأفعالهم وأقوالهم، ولكن هذه هي حال الدعوات الصادقة ورجالها الأوفياء، حيث يحاربون ويمتحنون، ليخرجوا من محنتهم أكثر لمعاناً وإشراقا.
وصدق الله العظيم إذ يقول: " الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق