بقلم: الباحث
إن المتأمل في التاريخ، المعتبر بدروسه، المتدبر في سننه، يعلم أن ما من قوة كافرة كانت أو مسلمة وقفت في وجه الحق إلا ونطحت نفسها في الجدار حتى أزالت ملكها بنفسها ما دامت مصرة على التمسك بالباطل والعض عليه بنواجذها والتشبث به بأظافرها، فإنها ما تلبث إلا أن تجني على نفسها بمرور الوقت وإن بدا لها أنها انتصرت انتصارات مبدئية في معارك وهمية افتعلتها وإن هي وصلت بها نزعتها الفرعونية لفعل الافاعيل وإن هي قتلت وإن اختطفت وإن اعتقلت وإن شوهت وفبركت وكذبت، لكنها لا تعلم أنها تحفر لنفسها بنفسها قبرا، فالحق لا ينهزم طال الزمن أو قصر هذه سنة كونية من سنن الله سبحانه وتعالى في التاريخ ومع ذلك فهذا المخلوق الضعيف الإنسان لا يفتئ يقع في نفس الفخ مرات ومرات، ولقد أعيد نفس المشهد أمام ناظريه ووجدانه فسقطت امبراطوريات ودول ظنت نفسها مخلدة ليس لانها جوعت شعبها او تخلفت به عن ركب التقدم بل التاريخ يشهد أنها كانت شامة بين الأمم في الحضارة والعمارة والتطور والبنيان، وكانت في عيش رغيد ورفاهية متخمة لكنها بطرت معيشتها عندما تمسكت بالظلم على حساب الحق وألبت عليه وتمادت فيه حتى وصلت إلى مرحلة الطغيان فلم يعد التضييق البسيط والحصار الفكري والمادي يكفي بل تعدى ذلك الى تاليف قصص اشبه بتلك التي تحاك في هوليوود حول الأخيار والدعاة، حملة الفكر والخلق والدين السمح جنايتهم أنهم فتية آمنوا بربهم، وجريمتهم أنهم اناس يتطهرون فاستحقوا بمنطق هؤلاء القوم الطرد والعدوان.
والغريب في أمر أولئك الظلمة أنهم يرفضون نصيحة فلذات أكبادهم المحبين الذين يخلصون حقا في حمل هم الوطن ورفعته، في حين أنهم يستمعون لتحريض أتعس رجال المخابرات البائدة، تلك الشرذمة التي لفظتها شعوبها فخرجت تجر ذيول الخزي والعار، ولا يعلم العاقل لم ولمصلحة من تجمعت في الإمارات، هذا البلد الحبيب لتبث سموم أحقادها في عقول يبدو أنها كانت خاوية لتتبناها وتصدقها وتسير وفق مخططاتها حرفيا وتصر ان تضحي بكل غال ونفيس في هذا الوطن من أجل عيون الظالمين المتجبرين من فلول بن علي ومبارك، فهل من مستفيق يعيد لجهاز الأمن عقله وصوابه قبل أن تمضي فيه سنة الله في كونه؟
والسنن لا تفرق بين بلد وآخر، السنن لا تقيس الدول بطول ناطحات سحابها او عظم تجارتها او عراقة قبائلها، فهي تمضي على الظالم او من يستمرؤ الظلم كائنا من كان.
يقول الحق تبارك وتعالى:
{وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا} (سورة الكهف:59)
صدق الله العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق