الخميس، 2 أغسطس 2012

خواطر حول اعتقال أبناء الإمارات الأوفياء...



بقلم الحر

لم يكن أكثر المتشائمين لمستقبل علاقة النّخب الحاكمة في الخليج مع الإسلاميين فيها، أن   يتوقّع ما يحدث لهم ما يحدث اليوم على أرض إمارات الخير، وبالأخصّ من "عيال زايد"، أبناء ذلك الرّجل المتواضع، الذي لم يكن يرضى بأي إساءة توجّه لأبناء بلده، فما بالكم لو علم بحالهم اليوم، وهم يُظلمون ويهانون، وتشوّه سمعتهم؟!

ثواني بسيطة تقضيها في قراءة بسيطة لتاريخ العشرات الذين قبض عليهم، تكفي لأن تتساءل من يدير ذلك الإنتقام؟!
لك أن تتخيّل كيف تدار العملية، حيث تصدر الأوامر للقبض على أبناء الإمارات الأوفياء، الذين يشهد لهم القاصي والداني بعشقهم لأرضهم. يُشرف على العملية رؤوس من فلول الأنظمة الإستبدادية يتقدّمهم دحلان، وعمر سليمان قبل أن يخطفه موت مفاجئ لا تُعلم تفاصيله؟!

أمّا من ينفّذ أوامر القبض فهم مواطنون إماراتيون، يدخلون البيوت منتصف الليل للقبض على رجال أفنوا أعمارهم في خدمة الدين والوطن.

يفاجئ زوّار الليل في بيوت المعتقلين، حيث الدروع التكريمية تملأ بيوتهم، فهذه دروع من أبناء زايد، وهذه دروع من أبناء آل مكتوم، وهذه شهادات لا يحصل عليها إلاّ الأوفياء، ولكن ما العمل؛ "أخرجوهم من قريتكم، أنّهم أناس يتطهّرون"!!
توضع الأغلال في الأيادي المتوضّئة، يقادون في ليل بهيم إلى السّجون، يهانون وتمارس بحقّهم أبشع الممارسات، ولا تستغربوا فتاريخ دحلان وتاريخ فلول مبارك وبن علي، تعوّدت على الظلم والبطش والقهر؟!
المؤلم في الأمر، كيف يقبل أبناء زايد الخير، لبلد الخير، أن تتشوّه سمعتها بتلك الطريقة؟! كيف سمحوا لأنذل البشر أن يديروا ذلك الإنتقام على أراضيهم؟! من الذي جلبهم؟! ومن الذي تولّى كبَرهُ منهم؟!
لقد نسوا أو تناسوا أنّ الظلم ظلمات، وأنّ قسوة الإنتقام الربّاني تزيد إذا طال الظلم الرّجال الصالحين، روّاد المساجد وحفظة القرآن الكريم.

الجميع يعلم وأوّلهم أبناء زايد الكرام، أنّ رجال الإصلاح في الإمارات لم يطلبوا الحكم، وإنّما ينشدون الإصلاح لحفظ الوطن أولاً وأخيرا، ففي البحرين الشقيقة، وبالرغم من بشاعة المخطّط الطائفي الإيراني، والذي كان يديره وينفّذه على الأرض ما يقارب من 40% من شيعة البحرين، لم ينجح بالرّغم من الدّعم الأمريكي والغربي الواضح لعملائه في البحرين، فهل تريدون أن تقنعونا بأنّ عشرات الرّجال فقط، كانوا يخطّطون لقلب نظام الحكم على آل نهيّان؟!
الهروب من استحقاقات الحكم وإدارة الرعيّة بما يرضي الله، وتوجيه القوّة في تنفيذ عمليات الإعتقال والبطش للدعاة والمصلحين مصيبة وكارثة، ليست على أولئك الدعاة، لأنّ الله تعالى يدافع عنهم، وهم في سجونهم يعيشون في أرقى المدارس، لأنّهم تلاميذ يوسف عليه السلام، ولكنّها على من ظلمهم، ألم تقرأوا قوله تعالى: "ولا تحسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون".

أخيرا، تذكّروا قول الشاعر:
لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدراً .. فالظلم ترجع عقباه إلى النّدم
تنام عينك والمظلوم منتبه .. يدعو عليك وعين الله لم تنم
ولكم أن تحسبوا عدد المظلومين، وعدد أهاليهم ومحبيهم، ولكم أن تتذكّروا بشاعة ظلمكم لهم في رمضان، وفيه فرص كثيرة لاستجابة الدّعوات.

حصّنوها بالعدل، وأصلحوا ذات بينكم، ولا تسمحوا لتلك الأوهام المريضة أن تدمّر ما بناه الشيخ زايد عليه رحمة الله، وأخيراً؛ لا تأمنوا مكر الله، فالظلم مرتعه وخيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق